عجائب الدنيا السبع القديمة
تم بناء عجائب الدنيا السبع بأشكال وهندسات مختلفة تنوعت في ثقافات وحضارات مختلفة على مر القرون لتعكس صورًا مختلفة و متنوعة ، ولا يزال بعضها موجودًا حتى اليوم. بينما اختفى البعض الآخر من خلال الإنسان أو من خلال الطبيعة.
تشير عجائب الدنيا السبع إلى مجموعة من المعالم الهندسية والمعمارية الرائعة التي تم بناؤها في العصور القديمة والتي يعتبرها العالم من بين أروع المعالم التاريخية والثقافية. وإليك قائمة بعجائب الدنيا السبع:
هرم خوفو أو الهرم الأكبر
يُعتبر الهرم الأكبر في الجيزة في مصر واحدًا من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهو أيضًا الوحيد الذي بقي حتى يومنا هذا. يُعتقد أن الهرم بُني في الفترة ما بين 2589 قبل الميلاد و 2566 قبل الميلاد، ويُعتقد أن الهرم كان مقبرة للفرعون خوفو.
تم بناء الهرم الأكبر من الحجارة الضخمة المستخرجة من المحاجر القريبة، ويُعتقد أنه تم استخدام أكثر من مليونين ونصف المليون كتلة حجرية في بنائه. يبلغ ارتفاع الهرم حوالي 147 مترًا، ويحتوي على غرفة دفن رئيسية وغرفتين صغيرتين، بالإضافة إلى الممرات الضيقة التي تؤدي إلى هذه الغرف.
يُعتقد أن الهرم الأكبر كان يحتوي على واجهة كاملة من الحجارة المصقولة والملساء، وكان يُغطى بطبقة من اللؤلؤ الأبيض اللامع الذي يعكس ضوء القمر. وعلى الرغم من أن هذه الطبقة قد ذهبت بمرور الزمن، فإن الهرم الأكبر لا يزال يعتبر إنجازًا هندسيًا وفنيًا لا يصدق.
الحدائق المعلقة في بابل
تُعتبر حدائق بابل المعلقة في العراق واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهي معروفة باسم الحدائق المعلقة. تم بناء هذه الحدائق في بابل على يد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني في القرن السادس قبل الميلاد، ويُعتقد أنها كانت تقع في قلب المدينة القديمة.
تُعد الحدائق المعلقة مثالاً على الهندسة المعمارية البابلية القديمة ومعروفة بتصميمها الجميل والمبتكر. ووفقًا للأسطورة، تم بناء الحدائق كهدية لزوجة الملك التي كانت مشتاقة لأشجار ونباتات مثل تلك التي كانت تنمو في مسقط رأسها.
ويُعتقد أن الحدائق كانت تتكون من سلسلة من المنصات المتدرجة تحتوي على العديد من الأشجار والنباتات المختلفة. كانت هذه المنصات مبنية من الطوب والأحجار الكبيرة، وتحتوي على أنابيب لنقل الماء ونظام للري لضمان توفير الرطوبة الكافية للنباتات.
مع الأسف، لم يتم العثور على أي دليل على وجود الحدائق المعلقة في بابل، والبعض يشكك في وجودها فعليًا. ومع ذلك، يظل تصميم هذه الحدائق والفكرة وراء بنائها محط إعجاب وإلهام للعديد من المهندسين والمعماريين على مدى العصور.
تمثال زيوس في اوليمبيا
تمثال زيوس في أوليمبيا كان تمثالًا عملاقًا للإله الإغريقي زيوس، وكان يقع في معبد زيوس في أوليمبيا في اليونان القديمة. يعتبر هذا التمثال من بين عجائب الدنيا السبع القديمة، ويعد أحد أهم الأعمال الفنية الإغريقية.
صُنع تمثال زيوس في أوليمبيا في القرن الخامس قبل الميلاد بواسطة النحات الإغريقي فيدياس، ويُعتقد أنه كان يبلغ ارتفاعه حوالي 12 مترًا (40 قدمًا). كان التمثال مصنوعًا من العاج والذهب والخشب، وكان يجلس زيوس على عرش مزخرف بالمجوهرات والرسومات الجميلة.
تمتلك الحكومة اليونانية الآن تمثال زيوس في أوليمبيا الأصلي، ويعرض في المتحف الأثري الوطني في أثينا. وعلى الرغم من أن التمثال الأصلي قد تم تدميره، إلا أن هناك بعض النسخ المصغرة منه ما زالت موجودة وتعرض في بعض المتاحف حول العالم.
معبد ارتيميس في افسس بتركيا
المعبد المذكور هو معبد أرتميس في إفسس، وهو من أشهر عجائب الدنيا القديمة ويعتبر موقعًا أثريًا هامًا يقع في مدينة إفسس القديمة في تركيا.
يعود تاريخ بناء المعبد إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويقال إنه تم بناؤه لعبادة إلهة الصيد والبرية، أرتميس. كان المعبد يتميز بحجمه الهائل وجماله المذهل، وقد بُني من الرخام وتمتزج فيه العناصر الفنية من الحضارات الإغريقية والرومانية.
يمتد المعبد على مساحة 55 × 115 مترًا ويضم 127 عمودًا ذو رأسية مرتفعة، كما يتميز بديكوراته الجميلة والملونة والتي تشمل النحت والرسومات الجدارية. يقال إن المعبد دمر أكثر من مرة خلال فترات الحروب والزلازل، ولكن تم إعادة بنائه وترميمه في مرات عدة حتى وصل إلى عهد الإمبراطور الروماني آدريان في القرن الثاني الميلادي.
ويمكن زيارة موقع المعبد الأثري في إفسس اليوم، حيث تم العثور على بقايا المعبد وتم ترميم بعض الأجزاء منه، كما يعتبر موقع المعبد جزءًا من مدينة إفسس الأثرية التي تضم مجموعة من المباني الأثرية والآثار الهامة التي يمكن زيارتها.
ضريح موسولوس في تركيا
ضريح موسولوس هو ضريح قديم يقع في مدينة هاليكارناسوس في تركيا الحالية. تم بناء الضريح في القرن الرابع قبل الميلاد كنصب تذكاري للحاكم المحلي المشهور موسولوس وزوجته آرتميسيا.
كان ضريح موسولوس يعد من أهم المعالم الهندسية القديمة في العالم، حيث كان يتميز بتفاصيل دقيقة وجمالية فريدة من نوعها، ويعتبر مثالاً للفن الهيلينستي والأسلوب الديوريك.
تعرض الضريح للدمار خلال القرون الوسطى وتم إعادة استخدام بعض أجزائه في البناء الإسلامي في المنطقة. ومع ذلك، يمكن رؤية بعض الأجزاء المحفوظة من الضريح في المتحف البريطاني في لندن، وفي الموقع الأثري بالقرب من مدينة بودروم الساحلية في تركيا.
تمثال رودس في اليونان
تمثال رودس هو تمثال ضخم يقع في جزيرة رودس اليونانية، ويعتبر من أشهر المعالم القديمة في العالم. تم بناء التمثال في القرن الثالث قبل الميلاد، وكان يصور الإله الشمس هليوس ويمثل حدود ميناء رودس.
يبلغ ارتفاع التمثال نحو 33 مترًا، وكان يتمتع ببنية قوية من البرونز والحديد. يعتقد أن التمثال تم تدميره في زلزال في القرن الثاني عشر الميلادي، ومنذ ذلك الحين لم يعد هناك أي آثار مباشرة للتمثال.
ومع ذلك، فإن بعض الآثار والتماثيل القديمة المرتبطة بتمثال رودس يمكن العثور عليها في الموقع الأثري في جزيرة رودس، وتعتبر هذه الآثار والتماثيل شاهدًا على المهارة والفن المتميز الذي تم إبداعه في بناء تمثال رودس.
منارة الإسكندرية في مصر
منارة الإسكندرية كانت أحد عجائب الدنيا السبع القديمة وهي برج يقع على الساحل الشرقي لمدينة الإسكندرية في مصر. ويعتبر البرج من العجائب الهندسية الرائعة التي قامت بها الحضارة الإغريقية في القرن الثالث قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعه حوالي 134 متر.
تم بناء المنارة في عهد الملك بطليموس الثاني، وقد استغرق بناؤه حوالي 20 سنة. وكان يستخدم المنارة لإرشاد السفن المارة في المياه الضحلة وتحذيرها من الشعاب والصخور الخطرة، وكان يضيء ليلاً بواسطة النيران.
ومع مرور الوقت تعرض المنارة للعديد من الهزات الأرضية والأعاصير والزلازل، وفي العام 1303 تعرض لهجوم من الجيوش الأجنبية الذي أدى إلى تدمير جزء كبير منه، ومن ثم تعرض للتدمير الكامل في القرن الرابع عشر الميلادي.
ومن الجدير بالذكر أن المكان الذي كان يقع فيه المنارة يستخدم اليوم كميناء للإسكندرية، ولا يوجد أثر للمنارة القديمة سوى قاعدتها المصنوعة من الحجر الجيري.
عجائب الدنيا السبع الجديدة
صحيح، في عام 2007م، أطلقت الحركة العالمية “New7Wonders” حملة للاحتفال بالأماكن الأثرية والتاريخية والطبيعية البارزة حول العالم، ودعت الناس للاختيار من بين مجموعة مختارة من الأماكن لاختيار العجائب السبع الجديدة للعالم. وكانت النتائج التي أعلنت في 7 يوليو 2007 هي كما يلي:
1- البرازيل: تمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو.
2- الصين: الجدار الصيني العظيم.
3- الهند: تاج محل.
4- الأردن: مدينة البتراء الوردية.
5- المكسيك: تشيتشن إيتزا.
6- إيطاليا: الكولوسيوم في روما.
7- البيرو: ماكو بيكتشو في البيرو.
ويجب الإشارة إلى أن هذه العجائب السبع الجديدة للعالم لا تمثل قائمة رسمية من قبل منظمة اليونسكو للتراث العالمي، وإنما هي قائمة تم اختيارها بناءً على التصويت العالمي.
تمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو بالبرازيل
تمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو بالبرازيل (Christ the Redeemer) هو تمثال عملاق يقع على قمة جبل كوركوفادو في ريو دي جانيرو، وهو يعتبر واحداً من أشهر المعالم السياحية في البرازيل والعالم.
تم بناء التمثال بين عامي 1922 و 1931، وتم تمويله بالكامل من خلال التبرعات العامة. يبلغ ارتفاع التمثال حوالي 30 مترًا، ويزن حوالي 635 طنًا، ويتميز بلونه الأحمر الداكن.
يعتبر تمثال المسيح الفادي رمزًا للمسيحية ولمدينة ريو دي جانيرو، ويتمتع بإطلالة بانورامية رائعة على المدينة وخليج غوانابارا.
ويمثل التمثال أيضًا رمزًا للسلام والتسامح والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة، ويجذب العديد من الزوار سنويًا من مختلف أنحاء العالم.
سور الصين العظيم Great Wall of China
سور الصين العظيم هو أكبر سور في العالم، وهو معلم تاريخي وثقافي يقع في الصين. يعتبر السور جزءًا من نظام الدفاع العسكري الذي كان يستخدمه الصينيون لحماية حدود الإمبراطورية الصينية القديمة من الهجمات الخارجية.
تم بناء سور الصين العظيم في فترات متعددة خلال الفترات القديمة والحديثة من تاريخ الصين، بدءًا من القرن الخامس قبل الميلاد وحتى القرن السادس عشر الميلادي. ويقدر طول السور بنحو 21,196 كيلومترًا، مع تضاريس متنوعة وأطوال مختلفة في مختلف أجزائه.
تم تسجيل سور الصين العظيم كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1987، ويعتبر واحدًا من أكثر المعالم السياحية شهرة في الصين والعالم.
تاج محل في الهند
تاج محل هو معلم تاريخي يقع في مدينة آغرا بولاية أوتار براديش في الهند. تم بناء تاج محل في الفترة ما بين عامي 1631 و1653م، على يد الإمبراطور الهندي شاه جهان، وذلك ليكون مقبرة لزوجته المفضلة ممتاز محل.
يعتبر تاج محل من أشهر معالم الهند السياحية، حيث يقصده الكثيرون من جميع أنحاء العالم لرؤيته والتعرف على تاريخه وأهميته. يتميز تاج محل بتصميمه الهندسي الرائع والفريد، كما يتميز بجمال الزخارف والأعمال الفنية الدقيقة التي تم استخدامها في بنائه.
يعتبر تاج محل رمزاً للحب والرومانسية، حيث إن بناء هذا المعلم التاريخي كان عربوناً على حب الإمبراطور شاه جهان لزوجته المفضلة، والذي استمر حتى بعد وفاتها، فقد قام ببناء هذا المبنى الجميل كنوع من التعبير عن حبه الدائم لها.
مدينة البتراء الوردية
مدينة البتراء الوردية (Petra) هي مدينة أثرية تاريخية تقع في الأردن، وهي معروفة بمعالمها الحجرية الفريدة والجميلة. تأسست المدينة في القرن السادس قبل الميلاد من قبل النبطيين، واستمرت كمركز تجاري رئيسي للقوافل التجارية بين الشرق والغرب حتى القرن السادس الميلادي.
تعرف المدينة بصخورها الوردية اللون الذي يأخذه الجبل الذي شُغل وهو صخر من صخور الجير، وهي مدينة تاريخية رائعة ومن أشهر معالمها البوابة الضخمة المعروفة باسم الخزنة (Al Khazneh) التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الأول الميلادي. وتتكون المدينة من العديد من المعالم الأثرية مثل المسرح الروماني ومعبد الخيول والدير الأحمر.
تم تسجيل مدينة البتراء الوردية كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1985، وهي مكان سياحي شهير وجذاب للزوار من جميع أنحاء العالم.
هرم تشيتشن ايتزا بالمكسيك
هرم تشيتشن إيتزا (Chichen Itza) هو هيكل هرمي تاريخي يقع في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. بُني الهرم في القرن الحادي عشر الميلادي ويُعتقد أنه كان مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا لحضارة المايا والتولتيك.
يبلغ ارتفاع هرم تشيتشن إيتزا حوالي 30 مترًا ويتكون من عدة مستويات. يتميز الهرم بسلم خارجي يحتوي على 91 درجة، ويؤدي إلى قمة الهرم حيث توجد معبد دائري يعرف باسم “El Castillo” والذي يحتوي على أربعة أبواب تمثل الاتجاهات الأربعة للقمر. كما يحتوي الهرم على مرآب كبير للسيارات المتحركة وساحات للعب الكرة التقليدية المايا.
تم تسجيل هرم تشيتشن إيتزا كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1988، ويُعد واحدًا من أهم المعالم السياحية في المكسيك. يزور الموقع سنويًا الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمال الهيكل الهرمي التاريخي والتعرف على تاريخ وثقافة حضارات المايا والتولتيك.
مدرج الكولوسيوم الروماني في روما
مدرج الكولوسيوم الروماني (The Roman Colosseum) هو مدرج تاريخي يقع في قلب مدينة روما في إيطاليا. تم بناء المدرج في القرن الأول الميلادي وهو أكبر مدرج في العالم الروماني. بُني المدرج لإقامة الألعاب الشهيرة في الروما القديمة والتي تضمنت القتال بين الحيوانات والمصارعين الذين يتنافسون فيما بينهم.
يبلغ طول المدرج الروماني حوالي 189 مترًا وعرضه 156 مترًا، ويتكون من ثلاثة طوابق من الأركان الحجرية التي يبلغ ارتفاعها حوالي 50 مترًا. يتسع المدرج لأكثر من 50 ألف متفرج وكان يُعد مكانًا للترفيه والتسلية للسكان الرومان والزوار من جميع أنحاء الإمبراطورية.
تعد مدرج الكولوسيوم الروماني من أشهر المعالم السياحية في روما والعالم، وهو يستقطب الآلاف من الزوار سنويًا. تم تسجيل المدرج كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1980، ويعتبر رمزًا للحضارة الرومانية القديمة ورمزًا للتراث الثقافي الغني في إيطاليا والعالم.
مدينة ميتشو بيتشو القديمة في بيرو
مدينة ماتشو بيتشو (Machu Picchu) هي موقع أثري وأثر ثقافي في جبال الأنديز في بيرو، وهي عبارة عن مدينة قديمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، تم بناءها خلال الإمبراطورية الإنكا. تقع المدينة في قمة جبلية عالية في وادي الأنديز وتبلغ ارتفاعها حوالي 2430 مترًا فوق سطح البحر.
تعد ماتشو بيتشو من أهم المواقع الأثرية في العالم، وهي مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1983. يُعتقد أن المدينة تم بناؤها كمقر إقامة للإمبراطور الإنكا، ويُعتبر تصميمها وبناؤها إنجازًا هندسيًا رائعًا.
تحتوي ماتشو بيتشو على العديد من المعالم والمباني القديمة، بما في ذلك المعبد الرئيسي والقصر الملكي والساحات والمدافع الحجرية ونظام الري الحديث الذي كان يمكنه تزويد المدينة بالمياه النظيفة.
تستقطب ماتشو بيتشو الآلاف من الزوار سنويًا، وهي مكان رائع للتاريخ والثقافة والمغامرة والطبيعة، وتعتبر إحدى أشهر المواقع السياحية في بيرو والعالم.